شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، احتفالية ختام النسخة الأولى من هاكاثون “ديجيتوبيا” الذي أطلقته الوزارة كأكبر منصة لاكتشاف ورعاية المواهب الرقمية الشابة في مصر. وجاء الحفل تتويجًا لمنافسات استمرت شهورًا وجذبت أكثر من 25 ألف مشارك شكّلوا ما يزيد على 6500 فريق من مختلف المحافظات.
وأكد وزير الاتصالات في كلمته أن اختيار اسم “ديجيتوبيا” يعكس رؤية تتطلع لمستقبل يعتمد على التكنولوجيا والإبداع، موضحًا أن الدمج بين “الرقمي” و”المدينة المثالية” يعبر عن طموح نحو مجتمع يقوده الابتكار. وشدد على أن الهاكاثون سيظل منصة مستمرة لاكتشاف أجيال جديدة من المبدعين، باعتبار أن الإنسان هو جوهر التكنولوجيا ومحركها الأساسي.
وأوضح الدكتور عمرو طلعت أن المسارات الثلاثة للهاكاثون – البرمجيات والذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، والألعاب والفنون الرقمية – جاءت لتواكب اتساع دور التكنولوجيا عالميًا. فبينما يوفر الذكاء الاصطناعي حلولًا متقدمة في قطاعات الصحة والطاقة والزراعة والتعليم، تبرز أهمية الأمن السيبراني لحماية البيانات بوصفها ثروة استراتيجية. أما مسار الألعاب والفنون الرقمية، فيعكس قدرة التكنولوجيا على تحويل الأفكار إلى تجارب تفاعلية ثرية.
وخلال الحفل، كرّم الوزير الفرق الستة الفائزة بالمراكز الأولى في مسارات الهاكاثون الأربع العمرية، مع جوائز مالية تتجاوز قيمتها 10 ملايين جنيه، بينها مليون جنيه للفائز الأول بكل مسار. وأشاد بالإبداع وروح العمل الجماعي التي ظهرت في مشاريع المشاركين، مؤكدًا أن كل متسابق هو فائز بالخبرات والمعرفة التي اكتسبها طوال مراحل المنافسة.
وضمّت النسخة الأولى أربع فئات عمرية استهدفت الأطفال والشباب من سن 10 حتى 35 عامًا، بداية من “مستكشف التأثير” لطلاب الابتدائي، وحتى “قائد التأثير” للخريجين ورواد الأعمال. وتنافست الفرق في الجولة النهائية من بين 72 فريقًا وصلوا للمرحلة الختامية بعد سلسلة مراحل شملت التقديم والتطوير والعروض النهائية.
وخلال الفعالية، أبرزت الدكتورة هبة صالح، رئيس معهد تكنولوجيا المعلومات، أن الهاكاثون مر بأربع مراحل تقييم دقيقة شارك فيها متخصصون من المؤسسات الأكاديمية والشركات العالمية. وأشارت إلى أن نسبة مشاركة الفتيات بلغت 35%، وأن كثيرًا من المشاريع مرشح للتحول إلى منتجات تكنولوجية مصرية، خصوصًا في مجالات الأمن السيبراني والذكاء الاصطناعي.
من جهتها، أكدت أوكستار نوغوتشي، الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أن “ديجيتوبيا” يجسد واحدة من أقوى شراكات البرنامج في المنطقة العربية، مشيرة إلى أن المبادرة تعزز شمول الفتيات والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة، وتدعم التحول الرقمي بوصفه ركيزة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وتضمنت الاحتفالية جلسة نقاشية بعنوان “شركاء التمكين الرقمي” شارك فيها ممثلو شركات التكنولوجيا العالمية لبحث معايير اختيار المواهب وإعداد الشباب للمنافسة الدولية. كما شهدت الفعالية كلمات مسجلة من شركاء رئيسيين بينهم اتصالات مصر، وأورانج، وفودافون، وe& مصر.
وجاء الهاكاثون بدعم من هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA)، والمعهد القومي للاتصالات، وجامعة مصر للمعلوماتية، وبمشاركة واسعة من شركات التكنولوجيا المحلية والعالمية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وقدمت الفرق المشاركة حلولًا رقمية متنوعة، شملت تطبيقات للتعليم الذكي، ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة، والزراعة الذكية، والتطبيب عن بُعد، والأمن السيبراني، إضافة إلى ألعاب رقمية ذات طابع ثقافي مصري ورسائل توعوية بيئية وتاريخية.
واختتم الحفل بحضور قيادات قطاع الاتصالات، بينهم نائب الوزير للبنية التحتية الدكتور رأفت هندي، والرئيس التنفيذي للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات الدكتور محمد شمروخ، والرئيس التنفيذي لهيئة ITIDA المهندس أحمد الظاهر، وعدد من ممثلي الشركات والمؤسسات الداعمة.









