سجلت أسعار الفحم في آسيا تراجعاً حاداً، ووصلت إلى أدنى مستوياتها في أربع أعوام، مع تصاعد التوترات التجارية العالمية التي تهدد بتقويض الطلب، وتدفع السوق إلى مستويات قد تُجبر مزيداً من المنتجين على إيقاف الإنتاج.
هبطت العقود المستقبلية لفحم نيوكاسل الأسترالي إلى 94.25 دولاراً للطن يوم الخميس، وهو أدنى مستوى لعقود التسليم الأقرب منذ مايو 2021.
انهارت أسعار الفحم المنقولة بحراً خلال الأشهر الأخيرة، في ظل طقس شتوي معتدل حد من الطلب في الصين وغيرها من كبار المستوردين الآسيويين.
زيادة المعروض من الفحم
في الصين، تفاقم فائض المعروض من الوقود بسبب تراجع إنتاج محطات الطاقة الحرارية خلال الربع الأول من العام، فيما سجل الإنتاج الشهري من الفحم أعلى مستوى على الإطلاق خلال الشهر الماضي. وتُهدد الحرب التجارية المتبادلة بين أكبر اقتصادين في العالم النمو الاقتصادي واستهلاك الفحم.
في هذا الإطار، قال ستيف هالتون، نائب الرئيس الأول لأسواق الفحم لدى شركة “ريستاد إنرجي” (Rystad Energy): “نتوقع أن تظل سوق الفحم المنقول بحراً في حالة تذبذب لفترة من الوقت وسط تفاقم تداعيات اضطرابات التجارة العالمية”.
وأضاف: “لكننا نرجح صعود الأسعار، نظراً لوجود منتجين على الطرف الأعلى من منحنى التكلفة يعانون من انخفاض الأسعار إلى ما دون 100 دولار للطن”.
أسعار الفحم في الصين
وفقاً لما ذكرته جمعية نقل وتوزيع الفحم في الصين، فإن الأسعار الفورية للفحم في السوق الصينية تقترب حالياً من أسعار عقود الإمداد طويلة الأجل التي حددتها الحكومة، والتي تُعتبر بمثابة الحد الأدنى النظري للأسعار.
هذا الوضع، إلى جانب تحركات بعض المنتجين لخفض الإنتاج، قد يُسهم في إبطاء وتيرة تراجع الأسعار.
وكانت شركة “غلينكور” (Glencore Plc)، أكبر شركة شحن للفحم في العالم، أعلنت الشهر الماضي عن تقليص الإنتاج المخطط له في منجم “سيريجون” في كولومبيا، في محاولة لوقف الانهيار الممتد في أسعار الفحم.